مسقط- الرؤية
استضافت لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار بمجلس الشورى صباح أمس الاثنين، سعادة عبد الله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، وعددًا من المختصين بالوزارة، لمناقشة موضوع تقييم الخطة الخمسية العاشرة، والوقوف على ما تحقق من أهدافها ومؤشراتها، واستعراض الخطط المستقبلية للتعليم في سلطنة عُمان في ضوء التوجهات الوطنية في مجالات التعليم والبحث العلمي والابتكار.
وقدّم المختصون بوزارة التربية والتعليم عرضًا مرئيًا استعرض مختلف الجوانب التعليمية في سلطنة عُمان، من خلال استعراض محفزات الاستثمار في التعليم المدرسي، والفرص الواعدة في الخدمات المساندة للتعليم المدرسي الخاص، بما في ذلك مجالات النقل المدرسي والخدمات اللوجستية والتقنيات التعليمية الحديثة. كما تم التطرق إلى العوامل الايجابية التي تجعل من سلطنة عُمان بيئة جاذبة للاستثمار في البرامج التعليمية الدولية، خاصة وأنها تتمتع ببنية تشريعية وتنظيمية داعمة، إلى جانب أنها تعمل وفق رؤية واضحة تسعى إلى الارتقاء بجودة التعليم وتطوير رأس المال البشري بما يتماشى مع المعايير العالمية.
كما تم خلال اللقاء استعراض برامج خطة التنمية الخمسية العاشرة (2021- 2025) لمركز القياس والتقويم التربوي للأعوام (2020- 2025)؛ حيث تم توضيح مؤشرات الأداء ومتوسط نسب الإنجاز خلال فترة تنفيذ الخطة، إلى جانب الخطط الموضوعة لرفع كفاءة التنفيذ وتحسين النتائج.
وتناول اللقاء كذلك برامج تحديث منظومة الأنظمة الإلكترونية التعليمية وتعزيز فاعليتها التشغيلية بما يتوافق مع متطلبات التحول الرقمي في القطاع، فضلًا عن استعراض الملامح العامة لخطة التعليم المدرسي في الخطة الحادية عشرة المقبلة، والتي تركز على تطوير المناهج الدراسية، وتوسيع آفاق التعليم الرقمي، وتبنّي التقنيات الحديثة في بيئة التعلم والتعليم.
وجرى خلال اللقاء استعراض خطة وزارة التربية والتعليم في مجال التحول الرقمي، وما تم تحقيقه من خطوات ملموسة في تطوير الأنظمة الإلكترونية الداعمة للتعليم والتعليم الإلكتروني، إلى جانب توجه الوزارة نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المسارات التعليمية المختلفة، بما يسهم في رفع كفاءة العملية التعليمية ومواكبة التحولات التقنية العالمية.
وشهد اللقاء الحديث عن اللائحة التنفيذية لقانون التعليم الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (31/ 2023)، وما اشتملت عليه من أحكام تنظم الجوانب الأكاديمية والإدارية في المنظومة التعليمية؛ بما يعزز الأداء المؤسسي ويضمن تحقيق أهداف التعليم وفق مستهدفات رؤية عمان 2040 القائمة على الابتكار والتميز وجودة التعليم.
وشهد اللقاء مداخلات مستفيضة من قبل أصحاب السعادة أعضاء اللجنة، أكدوا خلالها أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم وتضمينه في المناهج وعمليات التقييم والإدارة التعليمية؛ بما يتوافق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ويسهم في تحسين جودة التعليم ورفع كفاءة التحصيل الدراسي. كما شدد الأعضاء على ضرورة الاهتمام بالمواهب الطلابية ورعايتها ضمن برامج نوعية تتيح للطلبة المبدعين فرصًا أوسع للإبداع والابتكار، إلى جانب معالجة الفاقد التعليمي في المدارس المسائية من خلال مبادرات تعليمية مرنة وبرامج دعم تستهدف تعزيز قدرات الطلبة.
وتناولت المداخلات أهمية تطوير التعليم ما قبل المدرسي وتوسيع مظلته في مختلف المحافظات، مع التركيز على جودة المناهج وتأهيل الكوادر التربوية المتخصصة، إلى جانب تحسين منظومة النقل المدرسي بما يضمن السلامة والكفاءة التشغيلية. ودعا أصحاب السعادة الأعضاء إلى ضرورة تسريع خطط التعمين في المهن التعليمية والإدارية واستكمال الجهود نحو الاكتفاء بالكوادر الوطنية المؤهلة، مؤكدين على أهمية تطوير المناهج الدراسية لتواكب احتياجات سوق العمل ومهارات المستقبل، وتدعم بناء جيل قادر على الابتكار والمنافسة في مختلف المجالات.
وفي ختام اللقاء، أعربت لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار عن تقديرها لوزارة التربية والتعليم على ما تبذله من جهود مخلصة في تطوير المنظومة التعليمية، مؤكدين أن ما تم عرضه من مؤشرات وبرامج يعكس رؤية واضحة ومسارًا واثقًا نحو تحقيق تعليم وطني رائد يستجيب لمتطلبات المرحلة المقبلة. وأكدت متابعتها الحثيثة لمشروعات وخطط التعليم ضمن نهج تشاركي مع الجهات المعنية؛ بما يضمن تكامل الجهود لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"، وترسيخ مبادئ التميز والابتكار في التعليم لبناء جيل عماني مبدع ومؤهل، قادر على الإسهام في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة للوطن.
